بسم الله الرحمن الرحيم
محدثكم أخوكم هاني بن علي بن محمد الدريع ( بوثامر) لقد أجريت في وقت سابق مقابلة مع العم علي بن زيد بن فهيد بن احمد الدريع وأعرضها هنا لكم ، علها تنال على أستحسانكم لما عاصره هذا الرجل في حياته الصعبة والتي لاتخلوا من التشويق .
تمت المقابلة بتاريخ : 24 /4/2013 م
المقدمة :-
هو رجل طيبته وبساطته خصلتان تختصر شخصيته البعيدة عن التكلف والرسميات بل اظن ان كل من يقابله او يتعرف عليه عن قرب سوف يحب هذه الشخصية المغمورة والتي ارجوا من الله ان يوفقني في ابراز ولو شيء بسيط عن سيرة هذا الرجل المتواضع .

– في البداية نرحب بإسم عائلة الدريع بالعم ابوحسين ضيفاً كريما على موقع العائلة ونشكر له حسن الضيافة والاستقبال وسؤالي المعتاد مع جميع الضيوف متى كان المولد و أين ولدت ؟
· ولدت في سنة 1358هـ في حي السياسب بمنطقة الاحساء
– من هو ابوك وكم لك من الاخوة والاخوات ؟
· والدي رحمه الله هو الاخ غير الشقيق للعم أبوسمير الذي سبق واجرينا معه مقابله والشقيق لعمي مبارك الفهيد والد محمد ( أبوجاسم) ولدي من الإخوة حسين وهو شقيقي الاكبر ثم انا وبعدي اخي الاصغر عبدالله ومحمد و واصل ولي من الاخوات ثلاث الكبرى توفيت بعد زواجها بقليل .
والد العم بوحسين ( زيد بن فهيد الدريع)

– اذاً الان جميع اخوانك على قيد الحياة ؟
· للاسف شقيقي الاكبر وافاه الاجل من ثلاث سنوات وهو يعتبر من سكان الكويت فهو قد استوطن في دولة الكويت من ذو ان بلغ مبلغ الرجال أي في عمر الخمسة عشر تقريبا
– هذا يعني اذا قلنا حسابيا اذاكان بينك وبينه أربع سنوات فهو في دولة الكويت من تاريخ 1368هـ
· هذا صحيح فهو ذهب هناك وتزوج واستقر به الحال في الكويت ولم يزورنا خلال تلك السنوات الا مرة أو مرتين .

– نريد منك يا عم ابوحسين ان تصف لنا طفولتك وماهي ابرز الالعاب التي كنتم تزاولونها في ذاك الزمان ؟
· نعم لقد بدأت باللعب في حينا من عمر الخمس والست سنوات وكنا نزاول عدة لعبات منها ( الزقيع ) و ( الكعابه ) و ( اللقصه ) و ( الدوامه ) و ( الهول )
– سئلته عن لعبة ( اللقصه ) فكنت قد لعبتها أنا شخصيا وكل من هم في عمري وهي لعبة تعتمد على الكرات الزجاجية الصغيرة ( التيل ) فـ تعجبت منه هل كان في زمنهم هذه ( التيل ) ؟
· لم يكن لدينا ( تيل ) او أي لعبة مصنوعة من الخارج وكنا نلعب ( اللصقه ) بالحصى .

– وقت صعب لايمكن لهذا الجيل ان يتخيله جيل الايباد والاجهزة الذكية .
وهل يوجد آن ذاك مدارس واذا كانت موجودة هل التحقتم في الدراسة ؟
· نم كان يوجد هناك مدرسة وحيدة في مدينة المبرز وهي بجوار سوق الذهب الحالي وأذكر ان بعض اصدقاء الوالد قد اشاروا عليه بأن يدخلنا المدرسة انا وأخي محمد لانه كان الاقرب لي بالعمر وكنت معه دائما ولكن كان رد أبي مثل كثر من الاباء في ذلك الوقت بأن الولد هو السند والمساعد لأبيه ولاتكون هذه المساعده إلا بالعمل و المساعدة على مصاريف البيت والمعيشة .

– اذا كم كان عمرك عندما بدأت العمل وفي أي مهنة عملت ؟
· والدي كان يعمل في مهنة الحياكة حيث انه كان يملك العدة الكاملة الخاصة بالمهنة التي تسمى ( البارجه ) ولقد علمني والدي على هذه المهنة وانا في عمر العشر سنوات حيث أذكر انني تدربت في منزلنا الذي في حي الشلاع ( القوعه ) وأذكر انني قد صنعت أول عباءه في سبعة أيام ولقد باعها والدي في السوق بخمسين ريال و من فرحة والدي بهذا الانجاز اشترى دجاجه وذبحها ودعى بعض اصدقائه على وليمة للعشاء .
واستمريت على هذه المهنة ما يقارب السنتين الى ان انتقلنا في المسعودي ( الشعبه ) .
– نعم هذا يعني ان عمرك عند الانتقال لحي ( الشعبه ) 12 سنه ما الذي غير مسار حياة الوالد وتغير المهنة التي تربى عليها وعلمكم عليها ؟
· انا اخوالي من عائلة الغراش وهي عائلة تعمل في صناعة الفخاريات فكانوا يملكون مكان خاص لصناعة الفخاريات مايسمى ( الدوغى ) ويسكنون حي المسعودي من قبلنا وهم من اشاروا على الوالد بأن يسكن بجانبهم و أقنعوه بالعمل معهم في مهنة الفخاريات لما له من خبره في البيع و معرفة في السوق حيث انه كان يشتري انتاجهم الاسبوعي وهو مايقارب الست مائة ( مصخنه ) في صبيحة يوم الثلاثاء و نبيعهم في سوق الاربعاء بشكل اسبوعي .

– اذا عملكم كان بالشراكة مع اخوالك ابناء الغراش وهل كان العمل مربحا ومن كان معك من اخوتك بجانب الوالد ؟
· نعم العمل كان مربحا حيث اننا لانرجع بأي بضاعة متبقية نبيعها كاملة فالطلب على الفخاريات في ذاك الزمن كثير ويأتون للتسوق اناس حتى من خارج الاحساء كان والدي يشتري كمية البضاعة بخمس مائة ريال مقطوعة وكان يبيع القطعة الواحدة بريالين فكان ربحه اسبواعيا لايقل عن المائتين ريال وهو مبلغ لايستهان به في ذاك الوقت وكانت فائدتي تتراوح بين الثمانين و الستين ريال أسبوعيا وكان مدخول جيد جدا .
وكان معي من اخواني عبدالله فقط حيث اخي الاكبر حسين سافر للكويت ولم يرجع كما ذكرت لكم واخي محمد ذهب الى مدينة الدمام وايضا عمل هناك واستقر به الحال في تلك المنطقة الى يومنا الحالي .
– طبعا ياعم ابوحسين كما هو معلوم الكثير من شباب ذاك الوقت التحقوا للعمل في البلدية و شركة ارامكو وانت لم تفكر في تلك الاعمال ؟
· نعم كنت أعلم عن تلك الاعمال لكن مرتب العامل في البلدية في الشهر 150 ريال وانا كنت ادخل 80 ريال في الاسبوع يعني 340 ريال في الشهر وهذا مبلغ لن أحصل عليه حتى من ارامكو في ذلك الوقت .
صحيح ان عملنا في الفخاريات يكون في فصل الصيف فقط لان الشتاء لا يكون مناسبا لهذه الصناعة لكن في الشتاء كنت اعمل في البناء ولقد برعت كثيرا في تلك المهنة وكان مدخولي جيدا منها .
– حياة مليئة بالعمل والكفاح ياعم ابوعلي اذا هذا كان نظام عملك صيفا في الفخاريات و الشتاء في البناء . كم سنة دام بك هذا الحال ؟
· عملت على تلك المهنتين مايقارب الخمسة عشر سنة بعدها انفضت الشراكة التي بيننا انا و اخي عبدالله مع والدي ولقد تفرغنا للعمل في البناء بعدها وكنت انا استاد في تلك المهنة حيث انني مسؤول عن عشرة عمال وكنت اقوم ببناء منازل كاملة .
– اذا تفرغت لمهنة البناء بعد 15 سنة أي ان عمرك كان ان ذاك 27 سنة هل بدأت بداية ضعيفة ام كانت خبرتك السابقة لها دور ؟
· عندما تفرغت لمهنة البناء كانت لي سمعة كبيرة حيث كنت اعرف كيف اوزع العمال وكيف اتفاهم مع العميل فهذه المهارة لم يكن أي واحد يملكها ولقد بدأت بدات بداية قويه حيث كنت اتفق على بناء ثلاثة منازل في وقت واحد وكانت يوميتي تقريبا اكثر من ثلاث مائة ريال .
وهذا ماجعلني انسى فكرة التسجيل في الشركات وغيرها لان رزقي كان وفيرا والحمد لله .
– ماشاء الله ياعم بوحسين وكم دام بك الحال في هذا المجال وهل استثمرت ارباحك في مشروع او شيء ما ؟
· عمري كله قضيته في البنيان الى ماقبل ثلاث سنوات تقريبا بحكم كبر السن والتعب .
اما الاستثمار فهذا ماكان ينقص عائلة الدريع فنحن لانملك شجاعة التجار والمغامرة في المشاريع فقط الذي ظهرت به اشتريت مزرعة وهذا المنزل الذي انا فيه والحمد لله .
– الان ياعم بوحسين بعيدا عن العمل نريد ان نتكلم عن حياتك الاجتماعية كم كان عمرك عند زواجك وكم كانت التكاليف ؟
· كان عمري عند الزواج 16 سنة وتكلف تقريبا العشرة الاف وكان برنامج الزواج في ذلك الوقت يذهب العريس ومعه فرقة العرضه الى عين ام سبعه من صباح يوم الخميس ويتوافدون معه المعازيم حيث ان العريس يكون مسؤول ان افطارهم وايضا لابد من شراء ثلاثة او اربعة كراتين كبيرة من الصابون من اجل سباحة المعازيم و طبعا الشاي والقهوه و تكون هذه المراسيم على انغام فرقة العرضه الى ان يكون وقت الغداء حيث يكون الطباخ موجود من الصباح لطبخ وجبة الغداء للمعازيم أي انه يستغرق بنا الوقت من الفجر الى بداية العصر تقريبا الساعة الثالثة ونرجع لحينا ( الفريج ) وتكون فرقة العرضه تعمل منذ الوصول الى الساعات الاخيرة من الليل .
وبعد وجبة العشاء من عادات ذلك الزمن ان يقوم احد الاقارب بدعوة العريس و ضيوفه لشرب القهوة في منزلة ولقد دعاني احد اقربائي من عائلة الغراش ومن بعد الانتهاء من الضيافة يزف العريس الى عروسه مشيا برفقة المعازيم و فرقة العرضة .

حسين الأبن الأكبر للعم بوحسين
– جميل ذلك الوقت وعاداته البسيطة التي فيها من المحبة والالفة لاتوجد حاليا .تقريبا كان الزواج في العام 1374هـ
نعم ياعم ابوحسين اذا تزوجت وسكنت مع الوالد كم كانت فترة سكنك مع الوالد وكم لك من الابناء ؟
· تقريبا مكثت مع الوالد مايقارب العشرين سنة حتى بعد ان انتقلنا الى حي المجابل فقد كنا معه انا واخي عبدالله مع عوائلنا .
وعندي من الابناء حسين – أحمد – سامي – قاسم – و8 من البنات

سامي أحد أبناء العم بوحسين
– طيب يابوحسين ممكن تعطينا موقف طريف حدث لك مع الوالد ؟ وكم كان عمرك عند وفاته ؟
· نعم والدي كان من الناس الذين يحبون المال بشكل غير طبيعي اذكر بعد زواجي بفتره كنت اعمل في البناء لاحد المقاولين التابعين للبلدية وكانت اسبوعيتي 40 ريال وكانت العادة في ذاك الزمن ان راتب الابن يعطى للاب كاملا والاب يكون هو المسؤول عن مقاضي المنزل ويقسم الراتب على معيشة البيت لكن بعد زواجي كنت محرجا من زوجتي فلم ادخل عليها يوما ومعي على الاقل كيلو ( حب ) مكسرات وكان زملائي يشترون لهم البيبسي او غيره وانا لا أستطيع وذلك خوفا من الوالد وفي احد الاسابيع بعد ان اسلمت الاربعين ريال أخذت منهم ريالا واحدا وأعطيت الوالد 39 ريال وكانت ردة فعله كبيرة جدا فلقد رما علي المبلغ وقال لي اما ان تعطيني الراتب كله او تخرج من بيتي انت وزوجتك ولقد انحرجت كثيرا امام زوجتي وبكيت كما لو أنني طفلا صغير وامي تحاول تهدأت ابي لكن كان مصرا على رأيه ولقد اخرجت الريال من جيبي واعطيته اياه وانا منكسرا .
– هذا مايسمونه شر البلية مايضحك
ولقد كان عمري عند وفاة ابي رحمه الله مايقارب الاربعين سنة .
– الحوار معك ياعم ابوحسين لايمل لكن ملتزمين بمساحة معينة وهي تكون مثل النافذة للتعرف على رجال العائلة اطال الله عمرك واعمارهم .
ما رأيك ياعم بفكرة المجلس التي نعمل عليها الان ؟
· انا ابارك لنفسي ولكم هذه الخطوه الجميلة وانا معكم بما تريدون .

في النهاية اشكر العم ابوحسين على استضافته لنا و سعة صدره واريحيته في الحوار وطبعا هذا الحوار اجريته معه قبل الوعكة الصحية التي المت به قبل فترة وانا هنا ادعو من الله عز وجل ان يديم عليه الصحة والعافية وشكرا على ثقته بنا .
نراكم في مقابلات أخرى بإذن لله …
رحمك الله يا عم أبو حسين
ردحذففي جنان الخلد يا بو حسين
ردحذفأحسنت يابو ثامر على هذا اللقاء
ردحذف